الأم

حين فتحت عيني لأول مرة رأيت نورا مشعا كأنه ملاكا من سماء نازلا، نور كأنه ضوء الشمس منتشرا مع بزوغ الفجر، قمرا أضاء الأرض في الظلمة، وأعطى للناس نورا لتمييز بين مناحي الحياة …

رأيت فيك معنى الأم الحنون، رأيت في عينيك وهما مرسوما فيهما كيفية مواجهتي للحياة ومشافها وخطوت أول خطوة في حبوي نحوك وقلت أول كلمة ورددتها على شفتاي لأول مرة أنطق فيها هي أمي كلمة عذبة يشعر بها الطفل حين مناداته لوالدته. ورسمتي لي في بسمتك معنى الحياة غي حلوها كيف أفرح وأتمتع بسرورها في مرها وكيف أواجه حزني وألمي. أرأيت في قلبك الإيمان وحب الرحمان وعلمتني كيف أحب الله وكيف أشكره على النعم، وعلمتني كيف أصلي وألبي عباداتي إلى ربي. حكايتي لي عن الأنبياء وجميع الرسل فكانت كلماتك عذبة حين تقصين لي أروع القصص وكم أروق حين أسمع منك قصة سيدنا ونبينا محمد رسول الله عليه صلوات الله وكم أحب أن تكون كل مرة قصتك بها قدوة لي ولأخواتي وكم أحب أن أتذكر كل كلماتك لأحاول أن اشك لبها باقة ورود عني وأحس بالوحدة من دونك وسيشهد كل مكن يأتي لزيارتي على الحديقة التي أهدتني إياها أمي منذ صغري ويشهد الله على كبرها كلما كبرت كبرت معي كل أحلامي وذكرياتي وكل عبرة أخذتها منك ولو بكلمة كنت أجهلها في صعري وعرفت قيمتها في كبري.

أمي هي نور عيني أمي هي حياتي وأملي في المرض … مشجعتي في الفشل مرشدتي في الزلل  سندي في السقوط على الأرض، دواء جروحي، مخففة نزيف دمائي حين أنجرح، زارعة الروح في جسدي عند الموت هي الشمعة التي تضيء دربي هي قارب نجاة في مصارعتي للأمواج في البحر هي كل شيء في حياتي أفديها بروحي وبكل قطرة في دمي.

   بقلم 

بن عسلون إسمهان