خاطرة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
ضاءت بك الدنيا وعشت ممجدا
وغبت عن الدنيا وما زللت سيدا
عليك سلام الله في كل خفقة
فقد ماتت الأسماء إلا محمـــــــدا[1]
كان ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ميلادا للأخلاق من جديد فقد أقام أول مدرسة للأخلاق الحميدة ورسم أول خريطة للأدب والفضائل ووضع أول دستور لتهذيب النفوس مضى يدرس الأخلاق بأواله وافعاله فجاءت حياته قصيدة رائعة من الشمائل الخالدة في ذكراه، التاريخ صاغ أخلاقه بقلم من نور فجاءت بنسق متكافئ، زهده كجوده، وصبره كشكره، وحلمه كعفوه، ورحمته كشفقته، وشجاعته كحيائه، مضت خصائله وفضائله تعطي كل يوم المزيد والمزيد، كان خلقه القرآن، أحسن الناس خلقا وأجملهم خلقا، سيد الخلق حبيب الحق، إمام المرسلين، جليس المساكين، أوسع الناس صدرا، وأصدقهم لهجة، من رآه هابه، ومن خالطه أحبه، لين الجانب، إنسان ولا يعيب أحدا، حديثه ذكر، وصفته فكر، لا صاخب ولا فاحش، السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، أخرج الناس من الظلالة، وعلمهم بعد الجهالة، أجود الكرماء، بحر في العطاء، حديثه شفاء، لا يحب الثناء، لم يكن فاحشا ولا متفحشا، لا يجزي الشيئة بالشيئة بل يقابل الشيئة بالحسنة، يعفو ويصفح ولا يحتقر طعاما ولا يضرب عبدا، حلو الشمائل حميد السجايا و الفضائل، مكارمه عظيمة، وخصائله كثيرة فقد قال الله عزو وجل عن خلقه النبي صلى الله عليه وسلم :