2019-12-02, 5:22 PMالتربية والتكوين

همّــــــــــــة السّابقين في طلب العلم

العلم الشريف هو صناعة القلب، وهو شغل القلب، فالعلم وظيفة تؤدى أساساً بالقلب، والقلب إذا حمل هم رفع رذيلة الجهل والتحلي بالعلم الشريف فإن القلب ينشغل بذلك، ويكون هذا جل همه. فما لم تتفرغ لصناعته وشغله لم تنلها، فلابد من أن يتفرغ طالب العلم، ويوحد همه، ويجعل له وجهة واحدة، فالقلب لا ينشغل إلا بشيء واحد فقط، كما قال تعالى: مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ [الأحزاب:4]. فالقلب لا يمكن أن يصرف همه إلى أكثر من وجهة، فإذا وجهت همة القلب إلى اللذات والشهوات انصرفت عن العلم، فلم تجد فيه همة تقوده إلى طلب العلم، ومن لم يغلب لذة إدراكه العلم وشهوة العلم على لذة جسمه وشهوة نفسه لن ينال درجة العلم أبداً. فإذا صارت شهوته في العلم ولذته في إدراكه رجي له أن يكون من جملة أهله، وقد كان علماؤنا رحمهم الله تعالى يحرصون على العلم وطلب العلم حرصاً ليس له نظير، ونذكر أمثلة على ذلك:

همّة السّابقين في طلب العلم :                

  • كان الإمام النووي يحضر في اليوم 12 درساً
  • وكان رحمه الله يمشي بالطريق يكرر ما حفظه من العلم ويراجعه
  • قرأ ابن حجر معجم الطبراني في جلسة بين الظهر والعصر : وهذا الكتاب يشتمل على نحو 1500 حديث
  • قال الشافعي : حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين ، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين
  • قال أبوزرعة : كان احمد يحفظ ألف ألف حديث ، يعني مليونا

ü قال جرير : جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منها يوما واحدا

عدم تضييع الوقت فيما لا فائدة منه  :

1/* هذا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم :

بعثه ربه عز وجل إلى الناس كافة هاديا ومبشرا ونذيرا فقال له : " يا أيها المزمل , قم الليل إلا قليلا" ( المزمل:1:2) وقال أيضا : " يا أيها المدثر , قم فأنذر " ( المدثر:1:2)

فما عرف نوما كنومنا حتى لقى الله عز وجل , وكانت خديجة رضي الله عنه تشفق عليه وتقول له : ألا تستريح , ألا تنام ؟ فيقول : " ذهب النوم يا خديجة " .

2/* وهذا معاذ بن جبل قال وهو يموت : " اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا ولا طول المكث فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن كنت أحب البقاء فيها لمكابدة الليل الطويل وظمأ الهواجر في الحر الشديد , ولمزاحمة العلماء في حلق الذكر . "

3/* وهذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله: قالوا له: ألا تتفرغ لنا ؟ قال: وأين الفراغ, ذهب الفراغ ولا فراغ ولا مستراح إلا تحت شجرة طوبى ( يعني في الجنة )

4/* وهذا أحمد بن حنبل : " كانت أمه تشفق عليه من طول السهر في مدارسة العلم , وتقول له : متى تستريح ؟ فيقول : عندما أضع قدمي في الجنة أما الآن فمع المحبرة حتى المقبرة " ........

                                   وبعد أخي في الله

أين همتك العالية وعزيمتك القوية وإرادتك الصلبة ؟ ..... أين طموحك العالي لكسب معالي الدرجات في الآخرة والفوز بمعالي الأمور من طيبات الدنيا ..... أخبرني عن همتك في طلب العلم أين هي ؟

من أقوال ابن القيم

" لو نَفَعَ العلمُ بلا عمل لمَا ذمَّ الله سبحانه أحبارَ أهل الكتاب،

 

 

ولو نَفَعَ العملُ بلا إخلاص لمَا ذمَّ المنافقين "

 

إعداد

كربوعة وليد / سلت صهيب

 

 

تفضل بالمشاركة:
avatar
booked.net
زورار المجلة
Flag Counter
.................... إنشاء موقع مجاني с uCoz