أصالة ثورة نوفمبر المجيدة

إنّ المتأمّل في الثورة الجزائرية المباركة والتي أضحت مثلا تقتدي به شعوب المعمورة .. يدرك إدراكا تامّا أصالة تلك الثّورة وارتباطها الوثيق بالمبادئ الإسلاميّة .. فهل فكّرت يوما يا حفيد الشّهداء لماذا اختار المجاهدون الأبطال تاريخ الفاتح من نوفمبر موعدا لاندلاع ثورتهم ضدّ الذّلّ والهوان ؟ وما هي كلمة السّرّ التي كان يتعارف بها المجاهدون؟

كان اختيار هذا التّاريخ لعدّة أسباب عسكرية تكتيكيّة لكن ما لا يعرفه الكثير منّا أنّ بعض المصادر تذكر أنّ اختيار هذا التّاريخ كان تبرّكا بالمولد النّبويّ لأنه كان يصادف 12 من ربيع الأوّل ..وهذا إن دلّ فإنّما يدلّ على ذلك الارتباط الوثيق بين هؤلاء الأبطال وتاريخ امّتهم المجيد..

إضافة إلى هذا .. فإنّه من المشهور أنّ كلمة السّرّ التي كان يتعارف بها المجاهدون في ساحات الوغى وفي الجبال هي كلمة ( عقبة / طارق)  حيث يشيرون في كلمة " طارق" إلى ذلك الصّحابي الفاتح  " عقبة بن نافع " ويشيرون في الثّانية إلى القائد العظيم " طارق بن زياد " وهذين الاثنين كلاهما من قادة الفتح الإسلامي .... وفي هذا دعوة للتّأمّل في الثّقافة الواسعة لدى المجاهدين وفي علاقتهم المتينة بتاريخهم وقوميّتهم...

كما تذكر كتب التّاريخ أن الشّعب الجزائري لما احتفل بخروج المستدمر الغاشم وتغلّبه عليه وحصوله على الحرّيّة التي كان ثمنها باهضا جدّا كلّف الشّعب الجزائري مليون ونصف المليون شهيد في مدّة وجيزة جدّا (حوالي سبع سنوات ونصف)  كان من جملة الهتافات التي هتف بها الشّعب " يا محمّد مبروك عليك الجزائر رجعت ليك" .. فهل هناك أعظم من شعب يحتفل بتخلّصه من الاستعمار الفرنسي الصّليبي وعودته إلى كنف حرّيّته ودينه  الإسلامي واتّباعه لرسوله محمّد صلى الله عليه وسلّم..

نخلص في الأخير إلى انّ - ثورة الأبطال- الثّورة الجزائريّة كانت درسا للعالم بأسره حيث لقّنت العالم معنى التّضحية والفداء وحبّ الوطن .. في كنف ورحابة الدّين الإسلامي وتعاليم القرآن وحب النّبي العدنان .. وهذا ما يجعلني – كتلميذة جزائريّة – افتخر بكوني أنتمي لهذه الأرض الغالية التي أنجبت أولائك الأبطال الذين حرّروا الجزائر من قهر المستدمر ....